٢٥‏/٠٨‏/٢٠٠٩

نصف كيلو زغازيغ


من متجر علاج الإكتئاب, أردنا أن نأتيك بدعابات ظريفة,
أو نكات مضحكة, أو طرائف مسلية,أو م‍‌‎‏‏‏‌‍‍لح مقرظة,فلم نجد للأسف.
لهذا ابتعنا لك نصف كيلو زغازيغ.
حينما علمت بصدور كتاب جديد للدكتور أحمد خالد توفيق لم أعلم أننى سأكون سعيدة الحظ و أننى سأحصل عليه بعدها بأيام قلائل. الكتاب عبارة عن مقالات خفيفة الظل كبيرة القيمة كنت قد قرأت القليل منها منذ زمن على الإنترنت.
الكتاب من اصدار دار ليلى كالعادة, و كالعادة فان الغلاف لابد و أن يكون غريبا إن لم يكن مخيفا. أنا أعرف أن هذا الغلاف مرتبط بعنوان الكتاب و أنه يثير (الدغدغة) فعلا لكنه فى رأيى لا يليق بكاتب مثل د.أحمد خالد توفيق .
الكتب 182 صفحة من القطع المتوسط و يحتوى على 29 مقالا متنوعا يغلب عليها طابع السخرية و الفكاهة وفقا لما جاء على الغلاف الخلفى للكتاب . من أحلى تلك المقالات فى نظرى تلك التى تتحدث عن قوانين (مورفى) التى أعشقها (للأسف), و مقالات الآراء العبقرية التى تجعلك تحك فروة رأسك مفكرا فى مدى سلامة الصحة العقلية لمن قالها خاصة و أن من أبطال تلك الآراء رؤساء و قادة سياسيين و ممثلين كبار, و إن كان أفظعهم هو جورج بوش الابن مما يجعلك تحك فروة رأسك مفكرا( برضه): كيف اختاره الأمريكان لفترتين رئاسيتين و هو على ما هو عليه من (الدهولة و الغباوة)؟

و هذه أمثلة لتلك المقولات العبقرية:
- لم يسبق لى أن أجريت جراحة ركبة فى أى مكان آخر فى جسدى.// ونستون بينيت- لاعب كرة سلة
- هذا الوغد المنحط يستحق أن يركله جحش حتى الموت, و أنا الرجل القادر على القيام بهذا العمل.// مرشح انتخابات فى تكساس
- لو لم ننجح فنحن نجازف بالفشل.// بيل كلينتون
- عادة تأتى أغلب واردات أستراليا مما وراء البحار.// كيبل اندبيرى
- إن لدى آرائى الخاصة...آراء قوية...لكنى لا أتفق معها دائما .//جورج بوش الابن
- لولا اختراع الكهرباء لجلسنا نشاهد التليفزيون على ضوء الشموع .//جورج بوش الابن
- الصين بلد كبير يسكنه الكثير من الصينيين .//شارل ديجول
- الحلول ليست هى الاجابات.// رتشارد نيكسون
- أنا لا أعلق على رأى الحكام , و لن أغير هذه العادة من أجل غبى كهذا.// رون أتكنسون-معلق رياضى


كذلك مقال (مشغول) و هو عن تراكم المسؤليات اليومية يوما بعد يوم و أنسب الحلول للانتهاء منها و هو( التنفيض لها).
يحب د. أحمد أن يصف نفسه بأنه ( رجل من الطبقة الوسطى)و فى هذا كتب مقال عن مشكلة أن تكون رجلا وسطيا ينظر له من يسكنون الأحياء العشوائية الفقيرة فى شراسة و شك و كراهية و ينظر له سكان الأحياء الراقية الغنية على أنه رث الثياب مريب و فقير أكثر من الازم.

الترحم على الماضى و جماله و البكاء على الأطلال ليست هواية مقصورة على أجدادنا فحسب, كلنا نبكى على الأطلال لكننا لا ننعم لحظة واحدة بما نعيش فيه من بيوت ,لابد أن تتهدم أولا لندرك كم هى رائعة . هذا ما يراه د. أحمد عن عذوبة الماضى حيث يترحم الناس على ماض كانت فيه الأغانى أجمل و الشاى أروع و الأخلاق أرقى و يتناسون ما كان بذلك الماضى من حروب و طوابير الجمعيات و صعوبة الاتصالات و وجود قناة واحدة أبيض و أسود فى التليفزيون و العمل دون الكمبيوتر.
و يحكى د. أحمد عن اختراعاته العبقرية التى لو كان تم تنفيذها لكانت حياتنا أجمل : الغاء الدبرياج و صندوق التروس من السيارات (و هو ما تحقق بظهور السيارات الأوتوماتيكية), عجلة القيادة فى وسط السيارة و ليست على اليسار لمجال رؤية متزن و واضح, تغيير لوحة السيارة عشوائيا كل خمس دقائق كى لا يظفر بك رجال المرور ( هذا لو كنت تعمل كترانسبورتر).
لمن يحب د.أحمد خالد توفيق أقول له : هذا هو كتابك المفضل بالتأكيد.





هناك ٣ تعليقات:

خيرالدين يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
خيرالدين يقول...

برغم أن مثل هذا النوع من الكتب له جمهوره وأحيانا أميل اليه لكن بعد روايه يوتوبيا أصبحت أحس ان احمد خالدتوفيق يفسد موهبته بالكتابه لبص وطل وتقديم اعما ل مثل زغايغ هذه كتابات سريعةا لتحضير وسريعه التناول
عموما ننتظر معا روايته القادمه
...
سعيد بالوصول لمدونتك ارائعه

غير معرف يقول...

تعليقك احترافي بدرجة كبيرة وواضح انك قرائه (قديمة)

عندي بس اختلاف في وجهه الكتاب ده ككل
وعلي سبيل المثال فكرة انتقاد اقوال مؤثرة ففي الغالب الكلمات دي بيكون لها معاني مختلفة غير انها بكتون مترجمة وممكن معني يفرق من بلد للتانية ولكن في النهاية احنا بناخد الكتاب كنوع من انواع السخرية والفكاهة

بالنسبة لجورج بوش الابن فهو الحقيقة مانجحش في الانتخابات وسقط اما ال غور زي ما احنا فاكرين ولكن استمر رئيس .. نظام انتخابات امريكا هو الكلية الانتخابية واوقات كتير بيجي عكس ارادة الشعب وجورش بوش استمر في منصبة بالرغم من ان الكونجرس كان اغلبية ديمقراطية وده دليل تاني علي المعني اللي اقصده

السياسة مش زي ما بتحكي عليها .. حتي امريكا البلد الام للبرالية ليست ديمقراطية وكلها خطط للتكتلات الاقتصادية العملاقة يطول الكلام في كده

شكراً علي المدونة دي وهي بتعرض افكار كتير رائعة الحقيقة